السبت، 11 مارس 2017

الآدلة.الحسان.فى.صرع..الجان

بسم الله الرحمن الرحيم
الآدلة.الحسان.فى.صرع..الجان
"إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله

(
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (آل عمران )

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(النساء/1

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) (الأحزاب/ 70- 71).

 موضوع  كثر.الكلام..فيةوروج.لة.الكثير.من.الناس.وطبل.لة.المعتزلة.والعقلانيين.ومن.أرادو.  إسلاماَ.على.المزاج.فلاسفة.ليل.نهار.صدعونا..بكلام.أسيادهم.من.الغرب.وخالفوا     أصول.العقيدة.وأسسيات.فى.الدين.
قضية.المس.الشيطانى.وهل.هناك.دخول.الجن.للانسى..
اليكم.بفضل.الله.تعالى.على.ذالك.

الآدلة.من.الكتاب
الآدلة.من.السنة
الأثر
الإجماع
أقوال أئمة السلف 
المس موجود حتى فى الأناجيل
أقوال.العلماء.وأئمة.الدين المعاصرين
رأى الطب فى المسألة
أدلة صرع الجن للإنس من.الكتاب
أ-الأدلة من القرآن الكريم:
يقول الله عز وجل: ]الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس..[ سورة البقرة:275.
اعتمد أئمة علماء أهل السنة والجماعة على هذه الآية الكريمة في إثبات صرع الشيطان للإنسان وقدرته على دخول بدنه، وبهذه الآية ردوا على المعتزلة المنكرين لذلك. وأذكر هنا طائفة من أقوال أئمة التفسير وغيرهم التي تبين وجه استدلالهم بهذه الآية الكريمة.
1.        يقول الإمام الطبري (توفي سنة 310هـ) في تفسيره: "فقال جلَّ ثناؤه للذين يأكلون الربا الذي وصفنا صفته في الدنيا لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس، يعني بذلك: يتخبطه فيصرعه من المس، يعني من الجنون، وبمثل ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل"([i]).
2.        يقول أبو إسحاق الزجاج (توفي سنة 311هـ): "المعنى: الذين يأكلون الربا لا يقومون في الآخرة إلا كما يقوم المجنون من حالة جنونه، يقال بفلان مس، وهو أَلمْسَ وأَوْلقَ: إذا كان به جنون"([ii]).
3.        يقول الماوردي (توفي سنة 450هـ): ]لا يقومون يوم القيامة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس[، يعني الذي يخنقه الشيطان في الدنيا من المس، يعني الجنون"([iii]).
4.        يقول البغوي (توفي سنة 516هـ): "لا يقومون: يعني يوم القيامة من قبورهم ]إلا كما يقوم الذي يتخبطه[ أي يصرعه الشيطان، أصل الخبط: الضرب والوطء، وهو ضرب على غير استواء، ]من المس[ أي الجنون، يقال مس الرجل فهو ممسوس إذا كان مجنوناً، ومعناه آكل الربا يبعث يوم القيامة وهو كمثل المصروع"([iv]).
5.        يقول عبد الرحمن بن الجوزي (توفي سنة 579هـ): "قال ابن قتيبة: لا يقومون أي يوم البعث من القبور، والمس: الجنون، يقال رجل ممسوس: أي مجنون"([v]).
6.        يقول القرطبي (توفي سنة 671هـ): "وفي هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجن، وزعم أنه من فعل الطبائع، وأن الشيطان لا يسلك في الإنسان، ولا يكون منه مس"([vi]).
7.        يقول النسفي (توفي سنة 701هـ): "لا يقومون إذا بعثوا من قبورهم ]إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان[ أي المصروع.. والخبط: الضرب على غير استواء، كخبط الغشواء،]من المس[ من الجنون.. أي لا يقومون من المس الذي كان بهم إلا كما يقوم المصروع"([vii]).
8.        يقول أبو حيان الأندلسي (توفي سنة 754هـ): "وظاهر الآية أن الشيطان يتخبط الإنسان، فقيل ذلك حقيقة هو من فعل الشيطان، بتمكين الله تعالى له من ذلك في بعض الناس، وليس في العقل ما يمنع ذلك، وأصله من المس باليد، كان الشيطان يمس الإنسان فيجنه، ويسمى الجنون مساً، كما أن الشيطان يخبطه ويطأه برجله فيخبله، فسمي الجنون خبطة.. وهو على سبيل التأكيد ورفع ما يحتمله من المجاز.."([viii]).
9.        يقول بن جزي الكلبي (توفي سنة 741هـ): "أجمع المفسرون أن المعنى لا يقومون من قبورهم في البعث إلا كالمجنون، ويتخبطه يتفعله من قولك: خبط يخبط، والمس: الجنون"([ix]). وما قاله حق، فلمْ يخالف في ذلك أحد من المفسرين.
10.     يقول ابن كثير (توفي سنة 774هـ): "أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له، وذلك أنه يقوم قياماً منكراً"([x]).
11.     يقول الألوسي (توفي سنة 1270هـ): "الذين يأكلون الربا لا يقومون يوم القيامة إلا قياماً كقيام المتخبط المصروع في الدنيا، ]من المس[ أي: الجنون، يقال مُسَّ الرجل فهو ممسوس إذا جُنَّ، وأصله اللمس باليد، وسُمي به لأن الشيطان قد يمس الرجل وأخلاطه مستعدة للفساد فتفسُد، ويحدث الجنون، والجنون الحاصل بالمس قد يقع أحياناً، وله عند أهله الحاذقين إمارات يعرفونه بها، وقد يدخل في بعض الأجساد على بعض الكيفيات ريح متعفن تعلقت به روح خبيثة بالتصرف، فتتكلم وتبطش وتسعى بآلات ذلك الشخص الذي قامت به من غير شعور للشخص بشيء من ذلك أصلاً"([xi]).
12.     يقول محمد الطاهر بن عاشور (توفي سنة 1284ه

:"والذي يتخبطه الشيطان هو المجنون الذي أصابه الصرع، فيضطرب به اضطرابات، ويسقط على الأرض إذا أراد القيام.. وإنما احتيج إلى زيادة قوله ]من المس[ ليظهر المراد من تخبط الشيطان، فلا يُظن أنه تخبط مجازي بمعنى الوسوسة"([xii]).
13.     يقول سيد قطب (توفي سنة 1965هـ):
 "إن صورة الممسوس المصروع صورة معروفة معهودة عند الناس، والنص القرآني يستحضرها لتؤدي دورها الإيجابي في إفزاع حس الإنسان المرابي واستجاشة مشاعره"([xiii]).




أدلة الصرع من السنة
اولا أحاديث النبى صلى الله علية وسلم

عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه  : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة  ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن  يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها ) ( متفق عليه ) 0
وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه  المرأة كان من الجن 0
قال الحافظ بن حجر في الفتح
( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها 000 ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري – 10 / 115 ) 0  
2)-  عن ----- قال ( أتت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بها طيف – أي مس من الشيطان - ، فقالت : يا رسول الله ! ادع  الله أن يشفيني 0 قال : " إن شئت دعوت الله عز وجل فشفاك ، وإن  شئت فاصبري ، ولا حساب عليك " 0 قالت : أصبر ، ولا حساب علي ) ( أخرجه الإمام أحمد والحاكم في المستدرك ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي ) 0    
3)- عن أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامر العبدي ، عن  أبيها  (  أن جدها الزارع انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق معه بابن له مجنون ، أو ابن أخت له - قال جدي : فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : إن معي ابنا لي أو ابن أخت لي مجنون ، أتيتك به تدعو الله له ، قال : ( ائتني به ) ، قال : فانطلقت به إليه وهو في الركاب ، فأطلقت عنه ، وألقيت عنه ثياب السفر ، وألبسته ثوبين حسنين ، وأخذت بيده حتى انتهيت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ادنه مني ، اجعل ظهره مما يليني ) قال  بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله ، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبطيه ، ويقول : أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله ) ، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول 0 ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ، فدعا له بماء فمسح وجهه ودعا له ، فلم يكن في الوفد أحد بعد دعوة رسول الله e يفضل عليه ) ( رواه الطبراني ) 0
قال الأستاذ عبدالكريم نوفان عبيدات
:( فهذا  الحديث قد دل على أن الشيطان يصرع الإنسان بحيث يصير مجنونا ، فقد انطلق الوازع بابن له - أو ابن أخت له - مجنون - كما جاء في الحديث ، حتى جاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يعالجه عليه الصلاة والسلام ويضرب ظهره وهو يقول للشيطان : " أخرج عدو الله ، أخرج عدو الله " وفي هذا دليل على أن جنون الصبي كان بفعل صرع الشيطان له ، فما كان الشيطان يملك إلا أن يطيع المصطفى - عليه الصلاة والسلام - فيخرج من الصبي ، فيعود مشافى معافى ، ليس في القوم أحد أفضل منه ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة - ص 265 - 266 ) 0
 4)- * عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - قال : (  رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها أحد قبلي ، ولا يراها أحد بعدي ، لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي لها ، فقالت يا رسول الله : هذا الصبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء ، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة ، قال :( ناولينيه ) ، فرفعته إليه ، فجعله بينه وبين واسطة الرحل ، ثم فغر ( فاه ) ، فنفث فيه ثلاثا ،   وقال : ( بسم الله، أنا عبدالله ، اخسأ عدو الله ) ، ثم ناولها إياه ، فقال : ( ألقينا في الرجعة في هذا المكان ، فأخبرينا ما فعل ) ، قال : فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها ثلاث شياة ، فقال ( ما فعل صبيك؟ ) فقالت : والذي بعثك بالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة، فاجترر هذه الغنم ، قال : انزل خذ منها واحدة ورد البقية ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 1 / 874 ، 877 ) 0  
يقول الدكتور عبد الحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة
  ردا على صاحب " الاستحالة " : ( 00 وبذلك جعل الاختلاف في اللفظ من قبيل الاضطراب الذي يرد به الحديث !! وليس الأمر كذلك ، وذلك لأن تفل النبي صلى الله عليه وسلم في جوف المريض في هذا الحديث ، وتوجيه الخطاب إلى الجني في جوفه بأي لفظ كان لهو أقوى دليل على دخول   الجني ، واستقراره في جوفه 0
فضلا عن أن لفظ : " اخسأ " يعني الطرد ، والزجر ، والإبعاد ؛ كما تبينه المعاجم ، وهذا يدل على أن الجني إما مستقر في جوفه ، أو ملازم له مقترن به ، مماس له ، ولو من الخارج 0
ومعلوم أنه لو كان الجن خارجا عنه ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتفل في جوف المريض ، بل كان يتفل حيث يستقر الجني ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان في بدن الإنسان -ص 8 ) 0
 * عن يعلى بن مرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أنه أتته امرأة بابن لها قد أصابه لمم – أي طرف من الجنون - فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :" أخرج عدو الله  أنا رسول الله " 0 قال : فبرأ فأهدت له كبشين  وشيئا من إقط وسمن ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا يعلى خذ الإقط والسمن  وخذ أحد الكبشين ورد عليها الآخر ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة 1 / 874 877 ) 0
 قال الأستاذ عبدالكريم نوفان عبيدات :( فهذه الأحاديث بطرقها المختلفة قد دلت على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاطب الشيطان الذي صرع الصبي وأفقده عقله ، بقوله له : بسم الله ،  أنا عبد الله ، اخسأ عدو الله 0 فيعود الصبي وقد ذهب ما به ، وتهدي تلك المرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كبشين وشيئا من لبن وسمن ، فيرد - عليه السلام - الكبشين كما جاء في بعض الروايات ، ويأخذ أحدهما كما في  روايات أخرى ، ويأخذ اللبن والسمن ، ولعلها  تكون حوادث مختلفة ، وهي تدل دلالة مباشرة على أن شرار الجن يصرعون الإنس ، فيصاب المصروع بالجنون ، حيث يجعله يتخبط في حركاته ) ( عالم  الجن في ضوء الكتاب والسنة - ص 267 - 268 ) 0  
 5)-  عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : (  لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق  بعملك ) ( صحيح ابن ماجة – 2858 ) 0
 يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله - : ( وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا ) ( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918 ) 0
6)-  عن عم خارجة بن الصلت التميمي - رضي الله عنه - : ( أنه أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم ، ثم أقبل راجعا من عنده ، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله : إنا حدثنا أن صاحبكم هذا ، قد جاء بخير ، فهل عندك شيء تداويه ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب ، فبرأ ، فأعطوني مائة شاة ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأخبرته ، فقال : ( هل إلا هذا ) وقال مسدد في موضع آخر : ( هل قلت غير هذا ) ؟ قلت : لا ! قال : ( خذها ، فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق ) ( السلسلة الصحيحة – 2027 ) 0
 7)- عن أنس رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع إحدى نسائه ، فمر به رجل ، فدعاه فجاء فقال : يا فلان هذه زوجتي فلانة ، فقال : يا رسول الله من كنت أظن به فلم أكن أظن بك 0 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ) ( متفق عليه ) 0
 قال النووي : قوله صلى الله عليه وسلم : ( " أن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم " ، قال القاضي وغيره : قيل : هو على ظاهره ، وأن  الله تعالى جعل له قوة وقدرة على الجري في باطن الإنسان مجرى الدم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0
 8)-  عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة يقول : ( اللهم إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم وهمزه ونفخه ونفثه ، قال : فهمزه الموتة ، ونفثه الشعر ، ونفخه الكبرياء ) ( صحيح أبو داوود 701 ) 0
 قال ابن كثير :( وقد ورد في الحديث : فهمزه الموتة وهو الخنق ، الذي هو الصرع ) ( البداية والنهاية – 1 / 61 ) 0
 9)-  عن أبي اليسر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من الهدم والتردي والهدم والغم والحريق والغرق ، وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت ، وأن اقتل في سبيلك مدبرا ، وأعوذ بك أن أموت لديغا ) ( صحيح أبو داوود 1373 ) 0
قال ابن الأثير :( " وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان " أي يصرعني ويلعب بي ) ( النهاية في غريب الحديث – 2 / 8 ) 0
 10)- عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من البرص ، والجنون ، والجذام ، ومن سيئ الأسقام ) ( صحيح أبو داوود 1375 ) 0
 قال القرطبي :
( والمس الجنون ، يقال : مس الرجل وألس ، فهو ممسوس ومألوس إذا كان مجنونا ) ( الجامع لأحكام القرآن – 3 / 230 ) 0
 11)- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا تثاءب أحدكم فليضع يده على فيه ، فإن الشيطان يدخل مع التثاؤب ) ( صحيح أبو داوود 1375 ) ( صحيح الجامع 426 ) 0
 قال الحافظ في الفتح : ( فيحتمل أن يراد الدخول حقيقة ، وهو وإن كان يجري من الإنسان مجرى الدم ، لكنه لا يمكن منه ما دام ذاكرا الله تعالى ، والمتثائب في تلك الحالة غير ذاكر ، فيتمكن الشيطان من الدخول فيه حقيقة 0
ويحتمل أن يكون أطلق الدخول وأراد التمكن منه ، لأن من شأن من دخل في شيء أن يكون متمكنا منه ) ( فتح الباري – 10 / 628 ) 0 
 12)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثا ، فإن الشيطان يبيت على خيشومه ) ( متفق عليه ) 0  
قال النووي
: ( قال القاضي عياض : يحتمل أن  يكون قوله صلى الله عليه وسلم :" فإن  الشيطان يبيت على خيشومه " على حقيقته ، فإن  الأنف أحد منافذ الجسم التي يتوصل إلى القلب منها ، لا سيما وليس من منافذ الجسم ما ليس  عليه غلق سواه ، وسوى الأذنين ) ( صحيح مسلم بشرح النووي ) 0
 13)- عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كفوا صبيانكم عند العشاء ، فإن للجن انتشارا وخطفة ) ( أخرجه البخاري في صحيحه ) 0
 قال الحافظ ابن حجر :
 ( وقوله : إذا استجنح الليل أو كان جنح الليل ، والمعنى : إقباله بعد غروب الشمس ) ( فتح الباري - 6 / 241 ) 0
  14)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب كل عقدة مكانها :" عليك ليل طويل  فارقد " ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ) ( متفق عليه ) 0
 قال محمد بن مفلح :
( إن ذلك عقد من الشيطان  حقيقة ، جريا على ظواهر الأحاديث ، ويؤيده  قوله صلى الله عليه وسلم : " ثلاث عقد " ، ولو كان على وجه المجاز لما كان في العقد فائدة ، ولأنه قال : " إذا ذكر الله انحلت عقدة 00 " ، وهذا مما يمنع المجاز ) ( مصائب الإنسان – ص 35 ) 0
 15)- عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : ذكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم نام حتى  أصبح ! فقال صلى الله عليه وسلم : ( ذاك رجل بال الشيطان في أذنه ) ( متفق عليه ) 0 
 قال محمد بن مفلح
:( قال ابن الجوزي في"كشف مشكل الصحيحين" : ( إنه على ظاهره ، وفي القرآن أن الشيطان  ينكح ، قال تعالى : (   000 لَمْ  يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ  ) ( الرحمن – الآية 56 ) وقال : (  00 أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِى 00 ) ( الكهف – الآية 50 ) وفي الحديث أنه يأكل ويشرب ، فلا يمنع أن يكون له بول وإن لم يظهر في الحس ) ( مصائب الإنسان – ص 7 ) 0
 16)- عن أبي موسى - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(الطاعون وخز أعدائكم من الجن ، وهو لكم شهادة ) ( صحيح الجامع - 3951 ) 0
 17)- عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما صور الله آدم - عليه السلام - في الجنة ، تركه ما شاء الله أن يتركه ، فجعل إبليس يطيف به ، ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك ) ( صحيح الجامع - 5211 ) 0
 قال الشيخ عبدالله بن محمد السدحان :( وهذا من الأدلة على تلبس الجان جسم الإنسان ) ( قواعد الرقية الشرعية – ص 8 ) 0
 18)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل بني آدم يطعن الشيطان في جنبيه باصبعه حين يولد غير عيسى ابن مريم ، ذهب يطعن فطعن الحجاب ) ( أخرجه البخاري في صحيحه ) 0
 قال الحافظ بن حجر في الفتح :
( قال القرطبي : هذا الطعن من الشيطان هو ابتداء التسليط ، فحفظ الله مريم وابنها منه ببركة دعوة أمها حيث  قالت : (  وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ   ) ( آل عمران – الآية 36 ) ، ولم يكن لمريم ذرية غير عيسى ) ( فتح الباري – 6 / 368 ) 0



.
)
. و الأثر :
أما الآثار في هذا الباب فكثيرة جداً وحسبي نقل بعض منها :
1-
قال الدارقطني في سننه عن أبي عثمان قال : أتت امرأة عمر بن الخطاب فقالت استهوت الجن زوجها فأمرها أن تتربص أربع سنين ثم أمر ولى الذي استهوته الجن أن يطلقها ثم أمرها أن تعتد أربعة أشهر وعشرا .
وإسناد الأثر قوي ، وهو عند ابن أبي شيبة في المصنف 16985 : [ عن يحيى بن جَعْدَةَ أن رجلاً انتسفته الجن على عهد عمر ، فأتت امرأته عمر ، فأمرها أن تربّص أربع سنين ، ثم أمر وليه بعد أربع سنين أن يطلقها ، ثم أمرها أن تعتد ، فإذا انقضت عدتها تزوجت ، فإن جاء زوجها خير بين امرأته و الصداق ]
مع العلم أن القصة هذه رويت في كتب المصنفات بمتن أطول من هذا ولا يصح من القصة إلا أصلها الذي هنا ، وعلى كل حال فمحل الشاهد منه واضح
وقال "سعيد بن عبد الرحمن الجمحي" 4: (مرّ ابن عمر برجل من أهل القرآن ساقط، فقال: "ما بال هذا؟ " قالوا: "إنّه إذا قرىء عليه القرآن، أو سمع ذكر الله سقط" فقال "ابن عمر": "إنا لنخشى الله ولا نسقط"، ثم قال: "إن الشيطان يدخل في جوف أحدكم، ما كان هذا صنيع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم
 .
3- و عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما؛ قالت: “كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرئ عليهم القرآن كما نعتهم الله تدمع أعينهم, وتقشعر جلودهم. قيل لها: فإن أناساً اليوم إذا قرئ عليهم القرآن خرَّ أحدهم مغشياً عليه! فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم”.
رواه أبو عبيد في فضائل القرآن [214] و البيهقي في الشعب و سعيد بن منصور في تفسيره ، وإسناده صحيح
 .
والإجماع
 :
فلقد نقل إجماع العلماء على تلبس الجني بالإنسي غير واحد من أهل العلم :
1-
قال شيخ الإسلام في الفتاوى (24\277): وجود الجن ثابت بكتاب الله وسنة رسول الله واتفاق سلف الأمة, وكذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق اهل السنة والجماعة))
2- قال الشيخ صديق حسن خان في قطف الثمر في عقيدة أهل الأثر (ص413): (( ومن خلق الله الشياطين, ولهم لمة شر لابن آدم وتصرف فيهم وتجري من ابن آدم مجرى الدم, ونقل غير واحد اتفاق أهل العلم على ذلك)) ا.هـ
3- قال الشيخ ابن باز رحمه الله: ((وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه, فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة, ولا حول ولا قوة إلا بالله)) (مسألة دخول الجني في بد المصروع (ص33).
4- قال ابن القطان في كتابه عن الإجماع – وهو من أحسن الكتب الناقلة للإجماع واضبطها – : [ 106- وأجمعوا على أن الشياطين أمكنهم الله تعالى من أن يتحول أحدهم وينتقل من حال إلى حال، فيتمثل مرة في صورة، ثم مرة في أخرى، ومرة يصل إلى السماء فيسترق السمع، ومرة يصل إلى قلب ابن آدم يوسوس، ومرة يجري من ابن آدم مجرى الدم.
107-
وأجمعوا على الإيمان بأن الشيطان تتخبط من بني آدم من سلطان الله عليه و [..] كما شاء وكيف شاء.] ا.هـ

.
(
حديث موقوف) حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا رَوْحٌ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : " كُنَّا عِنْدَ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَشَّقَانِ ، فَتَمَخَّطَ فِيهِمَا وَقَالَ : بَخْ بَخْ ، أَبُو هُرَيْرَةَ يَتَمَخَّطُ فِي الْكَتَّانِ ، لَقَدْ رَأَيْتُنِي بَيْنَ مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحُجْرَةِ عَائِشَةَ أَخِرُّ مَغْشِيًّا عَلَيَّ ، فَيَجِيءُ الْجَائِي فَيَقْعُدُ عَلَى صَدْرِي ، فَأَقُولُ : إِنَّهُ لَيْسَ بِي ذَاكَ ، إِنَّمَا هُوَ الْجُوعُ " .

13 / 303 ) 0

قال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية : ( والشاهد من الأثر : قول أبي هريرة " فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون " 0
ويقول الدكتور الفاضل : أن وجه الدلالة إن من مر من الصحابة رضوان الله عليهم بأبي هريرة كان يظنه مجنونا فيضع رجله على رقبته 0 لأن من علاج الجن وإخراجهم الضرب 0
فهذا الأثر يدل على معرفة الصحابة – رضوان الله عليهم – لصرع الجن للإنس ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 121 ، 122 ) 0

قال الذهبي معقبا على الأثر آنف الذكر : ( كان يظنه من يراه مصروعا ، فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك ) ( سير أعلام النبلاء – 2 / 590 – 591 ) 0

ب)- قال شيخ الإسلام ابن تيميه مقررا دخول الجن في بدن المصروع : ( وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) 0 وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ( متفق عليه ) 0
وهذا الذي قاله مشهود ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما 0 والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله 0 وقد يجر المصروع وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ، وينقل من مكان إلى مكان 0 وتجري غير ذلك من الأمور ؛ من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 277 ) 0

وذكر أيضا في كلام مطول : ( أن المعتزلة هم الذين أنكروا مس الجن للإنس وقد أخطأوا في ذلك ، ومس الجن للإنس ثابت بالكتاب والسنة ) ( مجموع الفتاوى - باختصار - 19 / 9 - 65 ) 0

ج)- قال ابن القيم : ( والفرقة الرابعة - يعني أهل السنة والجماعة - وهم أتباع الرسل ، وأهل الحق : أقروا بوجود النفس الناطقة المفارقة للبدن ، وأقروا بوجود الجن والشياطين ، وأثبتوا ما أثبته الله تعالى من صفاتهما وشرهما ، واستعاذوا بالله منه ، وعلموا أنه لا يعيذهم منه ، ولا يجيرهم إلا الله 0
فهؤلاء أهل الحق ، ومن عداهم مفرط في الباطل ، أو معه باطل وحق ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ( بدائع التفسير – 5 / 435 ، 436 ) 0

د )- قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : ( قلت لأبي : إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنس 00 فقال : يا بني يكذبون هوذا يتكلم على لسانه ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 277 ) 0

هـ )- قال ابن حزم الظاهري : ( الشيطان الذي يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا كما جاء في القرآن يثير به من طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ ، كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم ، فيحدث الله عز وجل كذا الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده ، وهذا هو نص القرآن وما توجبه المشاهدة ) ( الفصل في الملل والأهواء والنحل - 5 / 14 ) 0

و )- قال الفخر الرازي : ( ومن تتبع الأخبار النبوية وجد الكثير منها قاطعا بجواز وقوع ذلك من الشيطان ، بل وقوعه بالفعل ) ( التفسير الكبير - 7 / 89 ) 0

ز )- قال عمرو بن عبيد : ( المنكر لدخول الجن في أبدان الإنس دهري ) ( آكام المرجان- ص 109 )

قال أبو محمد ( ابن حزم ) رحمه الله: وهم أجسام رقاق صافية هوائية لا ألوان لهم وعنصرهم النار كما أن عنصرنا التراب وبذلك جاء القرآن قال الله عز وجل " والجان خلقناه من قبل من نار السموم " والنار والهواء عنصران لا ألوان لهما وإنما حدث اللون في النار المشتعلة عندنا لامتزاجها برطوبات ما تشتعل فيه من الحطب والكتان والأدهان وغير ذلك ولو كانت لهم ألوان لرأيناهم بحاسة البصر ولو لم يكونوا أجساما صافية رقاقا هوائية لأدركناهم بحاسة اللمس وصح النص بأنهم يوسوسون في صدور الناس وأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فوجب التصديق بكل ذلك حقيقة وعلمنا أن الله عز وجل جعل لهم قوة يتوصلون بها إلى قذف ما يوسوسون به في النفوس برهان ذلك قول الله تعالى " من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس " ونحن نشاهد الإنسان يرى من له عنده ثار فيضطرب وتتبدل أعراضه وصورته وأخلاقه وتثور ناريته ويرى من يحب فيثور له حال أخرى ويبتهج وينبسط ويرى من يخاف فتحدث له حال أخرى من صفرة ورعشة وضعف نفس ويشير إلى إنسان آخر بإشارات يحل بها طبائعه فيغضبه مرة ويخجله أخرى ويفزعه ثالثة ويرضيه رابعة وكذلك يحيله أيضا بالكلام إلى جميع هذه الأحوال فعلمنا أن الله عز وجل جعل للجن قوى يتوصلون بها إلى تغيير النفوس والقذف فيها بما يستدعونها إليه نعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته ومن شرار الناس وهذا هو جريه من ابن آدم مجرى الدم كما قال الشاعر:
وقد كنت أجري في حشاهن مرة ... كجري معين الماء في قصب الآس
قال أبو محمد:
وأما الصرع فان الله عز وجل قال " كالذي يتخبطه الشيطان من المس " فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع إنما هو بالمماسة فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئا ومن زاد على هذا شيئا فقد قال ما لا علم له به وهذا حرام لا يحل قال عز وجل " ولا تقف ما ليس لك به علم " وهذه الأمور لا يمكن أن تعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه صلى الله عليه وسلم ولا خبر عنه عليه السلام بغير ما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه كما جاء في القرآن يثير به طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم فيحدث الله عز وجل له الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده وهذا هو نص القرآن وما توجبه المشاهدة وما زاد على هذا فخرافات من توليد العزامين والكذابين وبالله تعالى نتأيد ـ الفصل في الملل والأهواء والنحل 2/57 الشاملة
العلامة موفق الدين عبد اللطيف البغدادي المتوفى سنة 629 هجري في الطب: "
لأن الجن أجسام لطاف وغير مستنكر اختلاط الجني بروح الإنسان كاختلاط الدم والبلغم في البدن مع كثافتة. "231"

.
. قال العلامة برهان الدين البقاعي المتوفى سنة "885"هجري في نظم الدرر
وأما مشاهدة المصروع يخبر بالمغيبات وهو مصروع غائب عن الحس وربما كان ملقى في النار وهو لا يحترق وربما ارتفع في الهواء من غير رافع فكثير جدا ولا يحصى مشاهدوه إلى ما غير ذلك من الأمور الموجبة للقطع أن ذلك من الجن أو الشياطين.

 

 
.
. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"يتكلم الجني على لسان المصروع: إما بكلام من جنس كلام الأعاجم الذين لا يفقه كلامهم؛ كلسان الترك أو الفرس أو غيرهم, ويكون الإنسان الذي لبسه الشيطان عربياً لا يحسن أن يتكلم بذلك, بل يكون الكلام من جنس كلام من تكون تلك الشياطين من إخوانهم, وإما بكلام لا يعقل ولا يفهم له معنى".اهـ [الجواب الصحيح 2/341].

وقال أيضاً: "إن الشياطين تلبس أحدهم بحيث يسقط إحساس بدنه, حتى إن المصروع يُضرب ضرباً عظيماً وهو لا يحس ولا يؤثر في بدنه".اهـ [مجموع الرسائل الكبرى 2/307].

وقال أيضاً: "كالمصروع الذي يُضرب ضرباً وجيعاً وهو لا يحس بذلك؛ لأن الضرب يقع على الجني".اهـ [مجموع الفتاوى 35/112].

وقال أيضاً: "الجني إذا دخل في الإنسي وصرعه وتكلم على لسانه؛ فإن الإنسي يتغير حتى يبقى الصوت والكلام الذي يسمع منه, ليس هو صوته وكلامه المعروف, وإذا ضرب بدن الإنسي؛ فإن الجني يتألم بالضرب ويصيح ويصرخ ويخرج منه ألم الضرب, كما قد جرب الناس من ذلك ما لا يحصى, ونحن قد فعلنا من ذلك ما يطول وصفه".اهـ [الجواب الصحيح 4/363, ومجموع الفتاوى 10/349].

وقال أيضاً: "كما يختلف الإنسان وحاله عند الكلام إذا حلّ فيه الجني, وإذا فارقه الجني؛ فإن الجني إذا تكلم على لسان المصروع ظهر الفرق بين ذلك المصروع وبين غيره من الناس, بل اختلف حال المصروع وحال كلامه وسمع منه من الكلام ما يعلم يقيناً أنه لا يعرفه, وغاب عقله بحيث يظهر ذلك للحاضرين, واختلف صوته ونغمته".اهـ [الجواب الصحيح 2/46-47].

وقال أيضاً
: "فإنه يصرع الرجل؛ فيتكلم بلسان لا يعرف معناه, ويضرب على بدنه ضرباً عظيماً لو ضرب به جمل لأثَّر به أثراً عظيماً, والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب, ولا بالكلام الذي يقوله, وقد يجر المصروع وغير المصروع, ويجر البساط الذي يجلس عليه ويحول آلات, وينقل من مكان إلى مكان, ويجري غير ذلك من الأمور, من شاهدها أفادته علماً ضرورياً بأن الناطق على لسان الإنسي, والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان".اهـ [مجموع الفتاوى 24/277, وانظر: الجواب الصحيح 4/12].

وقال أيضاً
: "وقد يخبرون –أي: الجن الصارعين- بأمور غائبة مما رأوه وسمعوه, ويدخلون في جوف الإنسان..".اهـ [النبوات ص399].

( إن صرع الجن للإنس قد يكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس مع الإنس ... وقد يكون وهو الأكثر عن بغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس أو يظنوا أنهم يتعمدون أذاهم إما يبول على بعضهم وإما يصب ماءً حاراً وإما بقتل بعضهم ، وإن كان الإنس لا يعرف ذلك ، وفي الجن جهل وظلم فيعاقبونه بأكثر مما يستحقه ، وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الإنس ) انتهى

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
: "الجن تدخل في بني آدم والناس لا يرونهم، وإنما يرون جسد المصروع".ا وقال الإمام البقاعي رحمه الله: "وفي الإنجيل من ذلك كثير جداً, قال في إنجيل متى ولوقا ومرقس, يزيد أحدهم على الآخر, وقد جمعت بين ألفاظهم:

وجاء –يعني: عيسى عليه الصلاة والسلام- إلى عبر البحر إلى كوة الجرجسيين. وقال في إنجيل لوقا: التي هي مقابل عبر الجليل, فلما خرج من السفينة استقبله مجنون. قال لوقا: من المدينة معه شياطين. وقال متى: مجنونان جائيان من المقابر رديئان جداً, حتى إنه لم يقدر أحد أن يجتاز من تلك الطريق, فصاحا قائلين: ما لنا ولك يا يسوع! جئت لتعذبنا قبل الزمان؟! قال لوقا: وكان يربط بالسلاسل والقيود ويحبس, وكان يقطع الرباط ويقوده شياطين كثيرة. وقال مرقس: فقال له: اخرج أيها الروح النجس! اخرج من الإنسان... [فـ]خرجت الأرواح النجسة...

وفي إنجيل متى
: فلما خرج يسوع من هناك قدَّموا إليه أخرس به شيطان, فلما خرج الشيطان تكلم الأخرس, فتعجب الجميع...

ثم قال: حينئذ أتى إليه بأعمى به شيطان أخرس فأبرأه, حتى إن الأخرس تكلم وأبصر, فبهت الجمع كلهم...
وفيه بعد ذلك: فلما جاء إلى الجمع جاء إليه إنسان.. قائلاً له [كما] في إنجيل لوقا: يا معلم! ارحم ابني؛ فإنه يعذب في رؤوس الأهلة, ومراراً كثيرة يريد أن ينطلق في النار, ومراراً كثيرة في الماء. وفي إنجيل مرقس: قد أتيتك بابني وبه روح نجس, وحيث ما أدركه صرعه وأزبده وضرر أسنانه فتركه يابساً.. وفي إنجيل لوقا: وفيما هو جاءٍ به طرحه الشيطان ولبطه. وفي إنجيل مرقس: فلما رأته الروح النجسة من ساعته صرعته وسقط على الأرض مضطرباً مزبداً. ثم قال لأبيه: من كم أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه. ثم قال ما معناه: افعل معه ما استطعت, وتحنن علينا. فقال له يسوع: كل شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبي وقال: أنا أؤمن؛ فأعن ضعف إيماني. فلما رأى يسوع تكاثر الجمع انتهر الروح النجس, وقال: يا أيها الروح الأصم الغير ناطق! أنا آمرك أن تخرج منه ولا تدخل فيه. فصرخ ولبطه كثيراً وخرج منه, وصار كالميت, وقال كثير: إنه مات, فأمسك يسوع بيده وأقامه فوقف. وفي إنجيل متى: فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان وبرئ الفتى في تلك الساعة...

وقال في إنجيل مرقس:
إنه كان يعلم في كفرناحوم مدينة في الجليل. قال: وكان في مجمعهم رجل فيه روح شيطان نجس, فصاح بصوت عظيم قائلاً: ما لنا ولك يا يسوع الناصري؟! أتيت لتهلكنا.. فنهره يسوع قائلاً: اسدد فاك واخرج منه. فأقلقته الروح النجسة وصاح بصوت عظيم وخرج منه. وفي إنجيل لوقا: فطرحه الشيطان في وسطهم وخرج منه ولم يؤلمه...

وفي إنجيل لوقا: .. فلما سمعت امرأة كانت بابنة لها روح نجس جاءت إليه.. وكانت يونانية صورية, وسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها.. فقال لها..: اذهبي, قد خرج الشيطان من ابنتك. فذهبت إلى ابنتها فوجدت الصبية على السرير والشيطان قد خرج منها.

وفي إنجيل مرقس:
 إنه أخرج من مريم المجدلانية سبعة شياطين.

وفي إنجيل لوقا: وكان بعد ذلك يسير إلى كل مدينة وقرية ويركز ويكبر بملكوت الله ومعه الاثنا عشر ونسوة كن أبرأهن من الأمراض والأرواح الخبيثة: مريم التي تدعى المجدلانية التي أخرج منها سبعة شياطين...".اهـ

ثم قال الإمام البقاعي رحمه الله:
"وإنما كتبت هذا مع كون ما نقل عن نبينا صلى الله عليه وسلم كافياً؛ لأنه لا يدفع أن يكون فيه إيناس له ومصادقة تزيد في الإيمان".اهـ [نظم الدرر 4/114-122 باختصار وتصرف يسير]. هـ [الجواب الصحيح 4/288

أقوال العلماء المعاصرين
قال الشيخ صديق حسن خان في قطف الثمر في عقيدة أهل الأثر (

ص413): ومن خلق الله الشياطين, ولهم لمة شر لابن آدم وتصرف فيهم وتجري من ابن آدم مجرى الدم, ونقل غير واحد اتفاق أهل العلم على ذلك)) ا.هـ



محمد ناصر الدين الألباني
 في كتاب تحريم آلات الطرب
لقد انكر بعض المعاصرين عقيدة مس الشيطان للانسان مسا حقيقيا ودخوله في بدن الانسان وصرعه اياه والف بعضهم في ذلك بعض التأليفات مموها فيها على الناس وتولى كبره مضعف الأحاديث الصحيحة في كتابه المسمى ب "الأسطورة" وضعف ما جاء في ذلك من الاحاديث الصحيحة - كعادته وركن هو وغيره إلى تأويلات المعتزلة !! واشتط آخرون فاستغلوا هذه العقيدة الصحيحة وألحقوا بها ما ليس منها مما غير حقيقتها وساعدوا بذلك المنكرين لها ! واتخذوها وسيلة لجمع الناس حولهم لاستخراج الجان من صدورهم بزعمهم وجعلوها مهنة لهم لأكل أموال الناس بالباطل حتى صار بعضهم من كبار الأغنياء والحق ضائع بين هؤلاء المبطلين واولئك المنكرين
أ: دل كتاب الله بصريح الآيات على تلبس الجن وسريانه في جسد الإنسان وصرعه واقترانه بالانسان ووسوسته للإنسان
ب: دلت سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقدرة الجن والشياطين على السريان بجسد الإنسان وقدرتهم على صرعه والتأثير عليه
الشيخ الألباني رحمه الله: قال في الصحيحة بعد حديث (اخرج عدو الله) وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ويدخل فيه ولو كان مؤمنا صالحاً, وفي ذلك أحاديث كثيرة. ا.هــ



وقال العلامة ابن باز – رحمه الله
– بعد أن ذكر الأدلة ورد على بعض المعاصرين
ممن أنكر تلبس الجني بالإنسي : " وبما ذكرناه من الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم
من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني بالإنسي ،
يتبين للقراء بطلان قول من أنكر ذلك " ثم قال في الختام :" فاعلم ذلك أيها القارئ
، وتمسك بما ذكرناه من الحق ولا تغتر بجهلة الأطباء وغيرهم ولا بمن
يتكلم في هذا الأمر بغير علم ولا بصيرة بل بالتقليد لجهلة الأطباء
وبعض أهل البدع من المعتزلة وغيرهم ، والله المستعان "فتاوى بن باز 3/307



الشيخ ابن باز رحمه الله:
 ((وإجماع الأمة على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه, فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى بل تقليدا لبعض أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة, ولا حول ولا قوة إلا بالله)) (مسألة دخول الجني في بد المصروع (ص33).

سؤال لفضيلة الشيخ ابن العثيمين
بارك الله فيكم؛ هل الجن يدخل جسم الإنسان، وما حقيقة ذلك؟

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقد سُئِل فضيلة الشيخ محمد العثيمين - رحمه الله - السؤال التالي: هل للجن تأثيرٌ على الإنس، وما طريقُ الوقاية منهم؟

فأجاب - رحمه الله - عن ذلك، وضمَّن الجواب إخبارَه عن أن الجن تدخل الإنس، فقال - رحمه الله: "وكذلك أيضاً قد يدخل الجني إلى جسد الآدمي، إما بعشق، أو لقصدِ الإيذاء، أو لسببٍ آخر من الأسباب.

ويُشيرُ إلى هذا قوله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}، وفي هذا النوع قد يتحدَّث الجني من باطن الإنسي نفسه، ويُخاطِبُ من يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم، وربما يأخذ القارئ عليه عهداً ألا يعود، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي استفاضت بها الأخبار، وانتشرت بين الناس.

وعلى هذا؛ فإن الوقاية المانعة من شر الجن أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصَّن به منهم؛ مثل: آية الكرسي، فإن آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليلةٍ لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان حتى يصبح. والله الحافظ. انتهى كلامه - رحمه الله.

ومما يُستشهَد به في هذا الباب: قوله تعالى: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ}، قال ابن كثير في تفسير الآية: "أي: لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه، وتخبُّط الشيطان له؛ وذلك أنه يقوم قيامًا منكرًا.

وقال ابن عباس: آكلُ الربا يُبعَث يوم القيامة مجنونا يُخْنَق. رواه ابن أبي حاتم.

قال: ورُوِيَ عن عوف بن مالك، وسعيد بن جبير، والسدي، والربيع بن أنس، ومقاتل بن حيان، نحو ذلك.

ففي هذا إثباتٌ لمسِّ الشيطان للإنس.

وأيضًا يدلُّ لذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ))؛ رواه البخاري، وفي لفظ: ((إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنْ ابْنِ آدَمَ مَبْلَغَ الدَّمِ)).




الشيخ العثيمين
رحمه الله:وبهذا تبين أن صرع الجن للإنس ثابت بمقتضى دلالة الكتاب والسنة والواقع, وأنكر ذلك المعتزلة, ولولا ما أثير حول هذه المسألة من بلبلة وجدال أدى إلى جعل كتاب الله تعالى دالاً على معانٍ تخيلية لا حقيقة لها...الخ كلامه)) ا.هـ (فتاوى في العقيدة ص323).

.

الشيخ عبدالله السدحان

في كتابه : "كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية"
قدم لكتاب السدحان مجموعة علماء اخترت منهم مقدمة الشيخ الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية / كلية أصول الدين / قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة . الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد: فقد اطلعت على كتاب "كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية" للشيخ الأخ / عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن السدحان ، وقرأته أكثر من مرة ، فألفيته كتابا علميا مفيدا يجمع بين التأصيل الشرعي والتجربة الصائبة ، ولم يتبين لي فيه ما يخالف الأصول العقيدية ، وما أثير أخيرا حول مسألة التخييل فقد بحثت الموضوع مع الشيخ عبدالله السدحان ووجدت تصوره شرعيا صائبا بحمد الله ، واتفقنا على أن ما يردُ إلى الأنسان القارئ من تخيّلات وخواطر تتعلق بأشخاص غائبين بأنهم حصل منهم ضرر على المريض من عين أو سحر أو نحوه لا أصل له شرعا ، لكن إذا تذكر المريض أو فطن لحادثة أو موقف أو كلمة أو نحو ذلك يتّهم فيه أحدا بعين أو أي شئ يؤذي ، فهذا له أصل في الشرع من خلال قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من تتهمون" ، أو يكرم الله من يشاء بكرامة أو رؤيا ينتفع بها فهي من المبشرات إذا توفرت فيها الشروط الشرعية.
أما أن يتكلف القارئ التخيل ، ويجعله دليلا قاطعا على التعرف على العائن أو المتسبب فهذا لا أصل له فيما أعلم ، بل هو مجال لعبث الجن والشياطين. ""
مقدمة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن الخميس – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية / كلية أصول الدين / قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
الأخ الشيخ / عبدالله السدحان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
فقد قرأت كتابكم "كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية" فوجدته كتابا مفيدا يجمع ما بين إثبات جدوى ونفع الرقية الشرعية والدعوة إلى التداوي بها ، وبين إثبات الأدوية المادية الطبية وعدم إنكار جدواها ، وقد حاول الكتاب الجمع بين كل هذا ، مع استحباب الآثار الواردة في هذا الباب ، مدعمة بخبرة الأخ المؤلف صاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال خصوصا أن الناس في زماننا قد انتشرت بينهم أمراض كثيرة نتيجة الغفلة عن شرع الله والإعراض عن ذكره ، وكثير منهم لا يلتفت إلى الرقية الشرعية ، ولا يُعبرُها بالاًَ ، بل يكتفي بالأدوية المادية فقط ، والبعض يطعن في إثبات العين وأثرها ، ولا يشير باستعمال الرقية الشرعية ، هذا مع أن الطب قد عجز عن كثير من هذه الأمراض ، لذا أجد أن الكتاب قد جاء في وقته ، مفيدا في موضوعه. "

قال العلامة السيد محمود الالوسي البغدادى


فى تفسيرة فى اية البقرة عن المس الشيطانى وتكلم الشيطان على لسان المصروع الى أن قال (وهذاكالمشهد المحسوس الذى  يكاد يعد منكرة مكابرا منكرا للمشاهدات واعتقاد السلف وأهل السنة أن ما دلت عليةأمور حقيقية واقعة كما أخبر الشارع عنها وإلتزام تأويلها كلها يستلزم خبطا طويلا لا يميل إلية إلا المعتزلة ومن حذا حذوهم

الأستاذ الإمام حسن البنا
ذكر البنا أنة لما زارمدينة السويس عرض علية أحد الإخوان زوجتة التى ينتابها بين الحين والأخر مرض يفقدها وعيها ويحولها الى وحش كاسر ثم قام البنا بقرأة القران عليها وإذا بة يسمع صوت ينبعث من جسم المرأة يستعطفى سألا إياة ألا يحرقة ثم أمرة البنا بالخروج من أصبع قدمها فخرج كما أمرة وإذ بالمرأة تقوم وكأنها فكت من عقال وكأن لم تكن أصيبت من قبل

ويقول الشيخ محمد الحامد
ووقائع سلوك الجن فى أجساد الإنس كثيرة ومشاهدة لا تكاد تحصى لكثرتها
 فمكنر ذالك فمصطدم بالواقع المشاهد وإنة لينادى ببطلان قولة




الشيخ حسن أيوب

إن صرع الإنس للجن ممكن وأنة وقع فعلا وقد كانت العرب وغيرها من الأمم تؤمن بذالك وتحكى فية الحكايات الكثيرة ولا غرابة فيما حكى وفيما يحكى اليوم عن الجن وتشكلهم بالأشكال المختلفة وإتصالهم بالإنس بشتى أنواع الإتصالات  وهذا أمر مقرر فى الإسلام


فضيلة الشيخ: علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الأثري الحلبي في كتاب برهان الشرع في إثبات المس والصرع
الخلاصة وصفوة القول:
حتى يكون الأخوة القراء على بينة من هذه المسألة ولتتضح أمامهم قواعدها وأسسها – وما يتصل بها سلباً أو إيجابا – أذكر – ها هنا – خلاصة ما وصلت إليه في بحثي ودراستي:
أولا: مسألة تلبس الجني الإنسي من المسائل المقررة عند علماء أهل السنة عقيدة وحديثا وتفسيرا.
بل نقل غير واحد من أثبات أهل العلم اتفاق أهل السنة عليها .
ثانيا: الأدلة على هذه المسألة متعددة ، منها ظاهر القرآن وصريح السنة الصحيحة وأثار السلف الصالح .
ثالثا: لم ينقل الخلاف إلا عن أفراد من الروافض والمعتزلة أو من تأثر بهم من المنتسبين إلى السنة وهم ندرة .
رابعا: العقل الصريح لا ينكر أيا من هذه المسائل بل يدل على إمكانية وقوعها وحدوثها
خامسا: علاقة الجان بالإنسان تتعدى الدخول والتلبس لتصل إلى الإيذاء والمس والصرع والخطف والقتل وغيره .
سادسا: ليس مع المنكرين لهذه المسائل سوى شبهات عقلية واهية وحجج نظرية متهاوية .
سابعا: من لم يقنع بأي من هذه المسائل فله أن يتوقف في إثباتها حتى يظهر له الحق ولكن لا يجوز له الإنكار والنفي فضلا عن نسبة ذلك للإسلام ! إذ ليس في الشرع ما ينفي هذا الأمر أو يرده .
فليس على المثبت إنكار لأن معه الدلائل الكبار والأئمة في هذا له أنصار ..
يا ابن الأعارب ما علينا باس ما قلت إلا ما حكاه الناس
وأي ناس هم !؟ إنهم جماهير أهل السنة والجماعة على مر العصور ..
ثامنا: لم أقف على دليل شرعي معتبر يثبت وقوع كلام الجني على لسان الإنسي وإن لم أر ما ينفيه لا عقلا ولا نقلا.
تاسعا: الرقى الشرعية الثابتة هي القراءة القرآنية المجملة بعموم نصوص القرآن أو المفََُصَّلة بالآيات والسور الوارد فضلها في السنة المشرفة وآثار السلف الصالح.
عاشرا: تزيد كثير من المعالجين والراقين في هذه المسائل أمورا متعددة ، كالخنق والضرب وكتابة الحجب ونحو ذلك مما لا أصل له ، الأمر الذي دفع "البعض" لإنكار هذه التزيدات – وهذا حق _ ولكن أداه ذلك إلى إنكار أصل المسألة – بغير حق - !
حادي عشر: العلوم الطبية قديمها وحديثها ليس فيه ما ينفي – من الناحية العلمية المحضة – إمكانية وقوع التلبس أو المس أو الصرع.
وليس مع النافين أكثر من النفي المجرد وهو باطل !!
وأما المثبتون: فلعموم الأدلة الشرعية ولواقع التجربة والحس والمشاهدة .
ثاني عشر: لئن وردت روايات ضعيفة وواهية في ذكر الصرع والمس فإن ذلك لا يشغب به على ما كان صحيحا منها أو حسنا كما قرره أهل العلم "المتجردون" كشيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن حجر والإمام ابن كثير والإمام البقاعي والإمام البوصيري وشيخنا العلامة الالباني وسماحة أستاذنا الشيخ العلامة عبد العزيز بن باز وغيرهم .
وأما سواهم من غير "المبحرين" – ولا أقول المتبحرين ! – فلم يأتو بشيء إلا التقعر في العبارة والتهويش في القول والنقد السطحي الواهي !
فضلا عن قلة الإحاطة والتسرع في الحكم وعدم الإنضباط في النظر. "

الشيخ أبو بكر الجزائري:
يقول: "إنَّ أذى الجن للإنسان ثابت، لا ينكر، حيث ثبت بالدليل السمعي والحسي، والعقل لا يحيله، بل يجيزه ويقره". ثم ذكر في كتابه "عقيدة المؤمن" قصة أخته سعدية مع الجني الذي سقطت عليه من مكان عال، وأنه كان يؤذيها أذىً شديداً، وكان يأتيها عند نومها في كل أسبوع مرتين أو ثلاثاً أو أكثر يخنقها، فترفس برجليها، وتضطرب بسبب ذلك اضطراباً شديداً، وأن الجني نطق على لسانها مرة مصرحاً بأنه يفعل ذلك بها لأنها آذته لما وقعت عليه، وذكر ذلك اليوم الذي سقطت فيه من المكان المرتفع، وبعد عشر سنوات من العذاب جاءها الجني فصرعها على عادته فما زالت ترفس برجلها وتضطرب حتى ماتت، ثم قال الشيخ: هذه الحادثة عشتها وبعيني رأيتها"([xiii]).
مجموعة من كبار علماء السعودية:
       جاء في فتاويهم قسم العقيدة- ما يلي: "ومس الجن للإنس أمر معلوم من الواقع، وتستعمل للعلاج من مسه الأدوية الشرعية من الدعاء والقراءة عليه بشيء من القرآن

الشيخ سعيد حوى:
يقول رحمه الله: "ومن آثارهم التي يستأنس بها على وجودهم الصرع الذي لم يزل موجوداً، وتَكَلمُّ الجان على لسان شخص يتلبس به"([xiii])، ويقول: "وقد يصاب الإنسان بسببهم بنوع من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج، وقد يصلون إلى بعض الناس بنوع من الأذى، ومن الظواهر المشهورة: أنهم قد يتلبسون أجسام بعض الناس وينطقون على ألسنتهم"([xiii]).
ومن أدلة الحس والمشاهدة على دخول الجن بدن الإنسان وتسببه له بالصرع ونحوه من الأمراض أن كثيراً من العلماء والمشايخ المعاصرين المشهورين قاموا بمعالجة مرضى المس الشيطاني بالطرق الشرعية، ومنها قراءة القرآن على المصروع، ومن هؤلاء الشيخ أحمد القطان([xiii])، والدكتور عبد الله عزام([xiii])، والشيخ عبد العزيز بن باز مفتي السعودية([xiii])، والشيخ محمد الصايم من علماء الأزهر الشريف([xiii])، والشيخ وحيد الدين بالي([xiii]).


راى الطب فى المسألة




يقول العالم هيوارد كارنجتون ، عضو جمعية البحوث النفسية الأمريكية
 في كتابه [ الظواهر الروحية الحديثة ]: « واضح أن حالة المس هى على الأقل حالة واقعية ، لا يستطيع العلم بعد أن يهمل أمرها ، ما دامت توجد حقائق كثيرة
مدهشة ، تؤيدها .
وما دام الأمر كذلك ؛ فإن دراستها أصبحت لازمة وواجبة،لا من الوجهة الأكاديمية فقط ، بل لأن مئات من الناس ، وألوفاً يعانون كثيراً في الوقت الحاضر من هذه الحالة ؛  ولأن شفاءهم منها يسـتلزم الفـحص السـريع ، والعلاج الفوري …. » 
- قال الباحثان الشهيران ريشار هودسن،وجيمس
 هايسلوب في نتائج دراسة قاموا بها :« إن عدداً عديداً من المجانين الذين يحبسون في البيمارستانات ، ليسوا بمصابين بأمراض عقلية ، بل مملوكين لأرواح قد استولت عليهم واستخدمتهم .

  يرى الدكتور كارل ويكلاند ، « أن الجنون قد ينشأ من استحواذ روح خبيث على الشخص ؛ فيحدث اضطراباً واختلالاً في اهتزازاته . »
هذه بعض النقول الغربية التي توضح  أن دلالة الواقع والتجربة العلمية تثبت ظاهرة التلبس .
- يقول محمد توفيق
 : « وقد سمعت من إخوة موثوقين أنهم صادفوا حالات لمصروعين يتحدثون بلغات لا يعرفونها بالمرة بربرية وعربية وفرنسية وأسبانية وعبرية .. هذه الظواهر التي يتناقلها الناس عندنا دون توثيق علمي ثبت مثلها في الغرب وتم إثباتها على طريقة العلماء في رصد الظواهر وملاحظتها  ، ويوجد في المكتبات الروحية إسطوانات للصوت باللغة الفرعونية .. ولا نتصور احتياطات أدق مما سيفعله الباحثون الغربيون قبل الاعتراف بوجود هذه الظـواهر ، فالعقلية العلـمية الحالية لا تؤمن إلا
بالمحسوس .





نقل الشيخ الحلبي عن الدكتور نبيل سليم ماء البارد ( بروفيسور جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري جامعة مونيستر ) فيما كتبه عن حالة لإحدى المريضات وقعت أمام عينيه : « قبل القراءة عليها كانت المريضة قلقة متوترة مع نوبات من الهمود النفسي تجيب على الأسئلة المطروحة عليها ، ولكنها غير متعاونة تماماً ، يبدو أنها ليست قلقة على نفسها فقط  ، ولكن على كل من حولها من عائلتها ، أظهر الفحص العصبي المختص أنها سليمة من جميع النواحي العضوية العصبية ، أما فحص الحدقتين فكانتا بحجم طبيعي ( 4-5م ) مع استجابة عادية للمنعكس الضوئي ؛ حيث إنه من المعروف أن تسليط الضوء على حدقة الإنسان المتواجد في غرفة معتمة نوعاً ما يؤدي إلى انقباض أو صغر في حجم هذه الحدقة ، هذا ما كان عليه الحال بالنسبة للسيدة المذكورة ، وبعد القراءة عليها ومحاولة التكلم مع من تواجد بداخلها ، بدأت بالانفعال الشديد والهيجان ، وقد بدا واضحاً أن الشخص الذي يتكلم معنا هو شخص آخر ، ليس فقط بسبب تغير نبرة الصوت ، وإنما للتعرض لأحداث وإجابات لم تكن تعرف عنها شيئاً قبل ذلك ، وخلال هذا الطور كان من الصعوبة تسليط الضوء على العينين لفحص الحدقتين ؛ حيث كان ذلك يؤدي إلى هيجان شديد مع صعوبة في السيطرة عليها .
ولكن بالرغم من ذلك تبين بأن حدقتي العين هما في أشد مراحل التضييق ، و لا يوجد لهما أي تفاعل أو تغير بعد تسليط الضوء الشديد عليهما ، وكان العينان في حالة حركة أفقية مستمرة ، وهي ما نسميه ( الرأرأة ) .
وفي المرحلة الأخيرة وعندما طلب من الجني الخروج – وذلك عن طريق الساق اليسرى – أصابتها حالة اختلاجية تشنجية شديدة وموضعها خاصة في الساق اليسرى .
وبعد ذلك طرأ تغير شديد على المريضة ، حيث استفاقت ، وهي لا تعلم عن كل ما أصابها ، كانت في حالة ذهول شديد ، وأرادت أن تتمم الحديث الذي بدأته قبل القراءة عليها ، وعندما سألناها عن الصداع الشديد الذي كانت تشعر به قبل ذلك ، أجابت بأنه قد اختفى نهائياً . »
- قال الدكتور قيس الغانم ( اختصاصي الأمراض العصبية وتخطيط الدماغ في كندا ) : «  قد كانت لي مريضة صغيرة تبلغ من العمر خمسة أعوام ، كان والدها مدرساً سعودياً في الإمارات العربية .
وأصيبت البنت بحالة صرع من النوع الاختلاجي العضلي السريع الذي يرمي الطفلة إلى الأرض لمدة ثوانٍ معدودة ، تقوم بعدها كأن شيئاً لم يكن ، وقمت بفحصها فلم أجد سبباً للنوبات ، وأجريت لها أكثر من تخطيط للدماغ برهن بوضوح على وجود حالة صرع شديدة ، فبدأت بعلاجها بالأدوية المعروفة ، وثابرت على ذلك لفترة طويلة ، مستعينا بالمختبر في قياس كميات الدواء الموجودة في الدم ، ولم أستطع أن أغير من النوبات التي استمرت في الحدوث عدة مرات يومياً .
وفي يوم من الأيام صارحني الرجل السعودي بأنه يفكر في أخذها إلى رجل صالح مشهور في منطقة معينة من المملكة ، فقلت له : على بركة الله . خاصة وأنني فشلت في العلاج .
فلما عاد بشرني بأن النوبات قد توقفت تماماً ، وأنها لا تتعاطى أي دواء وأن الرجل الصالح أعطاها جرعة واحدة من قد كبير بينما كان يقرأ بعض الآيات ، وفي الوقت الذي فرحت فيه للفتاة ، كنت أشك في صدق هذا النجاح الباهر ، فلربما أن النوبات التي تستغرق ثواني معدودة كما قلنا تحدث بسرعة فائقة بحيث لا تلاحظها الأم ، ولكن الأب أصر على أن النوبات توقفت بالفعل .
قلت له : دعنا نعيد تخطيط الدماغ لكي نرى ما إذا كان فرق قد طرأ ، وكان التخطيط سليما للغاية ، وكان الشك ما زال يساورني فطلبت منه إعادة الطفلة بعد شهرين ، فلما عاد أكد أن النوبات لم تعد مطلقاً ، وبما أن التخطيط يمكن أن يكون سليماً حتى لدى المصابين بالصرع الشديد ، أعدت التخطيط مرة أخرى ، وذهلت من جديد عندما وجدته سليماً . »)
هذه بعض المشاهدات في عصرنا الحاضر ، ويلحظ من المشاهدتين الأخيرتين أنهما حصلتا مع أطباء متخصصين ، و خبراء واعين في الأمراض العصبية أو النفسية ، ويلحظ من خلال المشاهدتين أنهما تضمنا تغيراً مفاجئاً لا يقع مثله مع الأمراض العصبية أو النفسية ، وهذا التغير لم يكن وهما وقع لبعض المعالجين أو المرضى بل أثبتته أجهزة التخطيط بما لا يدع مجالاً للشك .         
 أضيف إلى ذلك ما ذكره المعالجون لحالات المس ـ مع اختلاف بلادهم ـ ، وما يثبتونه في كتبهم من حالات العلاج ؛ إذ لا يخلو كتاب معاصر من كتب المعالجين ، من قصص عاينوها عند علاجهم لحالات المس ، وتشتمـل في الغالب علـى مقاطع من الحديث الذي يدور بينهم وبين الجني  الصارع من داخل أبدان الممسوسين ،  فهي من الكثرة؛ لدرجة تحيل العادة تواطؤهم على الكذب





كتبة العبد الفقير إلى الله





الشيخ سيد فاروق الإنشاصى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق